Thursday, January 17, 2008

ما زلتُ هُناك؛ حيث الصَّباحُ يتناسَلُ من أنتْ!

في ساعةٍ مُتأخرةٍ من الصباح

ما زالت "فيروز" تترددُ في إذاعة القُدسْ

ما زال الوقتُ باكراً على الحُبِّ..

"قُلتُ للراديو الذي على مكتبي"

و هي تتسلَّلُ دونما إبطاءٍ

لمسحِ أغطيةِ الذاكرة!

ترُصُّ أرصفةَ مدينتي القديمةِ

و تتمشَّى، بالكعبِ العالي..

على قَلَقي

في تلكَ الساعةِ يختمِرُ الحُبُّ

من أين سيبتسِمُ الربيعُ؟

"قلتُ للرجُلِ الذي يُشاركني صباحي..!"

لو لم تكنْ ها هُنا!!

ما زالَ اللحنُ يَحيكُ صوفَ اصطباري..

و يُرفرِفُ بي للوطنِ

لعينَيْهِ

لحُضنٍ من دفءِ أُمومةٍ

كبُرتُ عن اشتهائها

و ما زلتُ صغيرة!

ماذا فعلتَ بي؟!

و هذا الصباحُ يقتُلُ اشتياقاً

و يُولِدُ في إثرِهِ..حنينْ

في ساعةٍ ستتأخرُ بالصباح..

الكثيرُ من مِظلاَّتِ المطرِ ستصحَبُ رحلتي

في رحيقِ المدينةِ البعيدةِ

لِمَ تزرعونَ الحُبَّ في الطريقِ المؤدي إلى الوطن؟

"قلتُ للعاشقينَ الذينَ لا يملكونَ غير الدمعِ

يروونَ به ما تبقَّى من تُراب!"

-الحُبُّ ينبُتُ دون زرعٍ في البريَّة!-

و فتحتُ مِظلاتِ المطر

أتَّقي عشقاً

خوفَ اعتيادٍ

خوفَ صباحٍ تُلغي فيه شمسُ غُربتي

مواويلَ الغِناءْ

و قَفَلْتُ عائدة! في ساعةٍ متأخرةٍ من الصباح...

عِمْ حنيناً!

"هكذا قلتُ لطَرَفي الآخر الذي باتَ (أنا)!"

و أكملتُ صباحي

و الدفءُ يتعرَّقُ من ظِلِّي..

و يملئ طريقنا بالمطَرْ

No comments: