تبيضُّ فيه الذاكرةُ
و تبتعد الكلمات..
خوفاً من إبَرِ الدم
و أمصالِ المرضى
و بلاهةِ الموتِ في وجوههم..
و روتينِ العمل!
صباحٌ آخَرَ
مرتَّبُ الوقتِ حدَّ النَزَقْ
سيارات الأجرة ملَّت تأخري..
و الطريقُ بصقَ خطوي عليهِ
حتى الحاسوب
و كرسي المكتب
و فنجان القهوة
و صحيفة الصباح – التي لا تدفعني لقراءتها –
و "المكيّفُ" اللزجُ..
ملَّت تفاصيلَ وجهي!
أظنني سأتركُ العمل
إذ لا أحدَ يروقُ له رنينُ الوقتِ في ورقه..
و لا أحد يحملُ مثلي عبء الكلامِ المراقِ
فوق أصابعي
هدراً
من احتمالِ انتهائه!
هل ينتهي النثرُ يا لغتي؟
و الوقتُ يصابُ بالبطالةِ
فيغذي مساحات الذاكرةِ بالزبَدْ
و يهندسُ أعمالهُ بقالبٍ جديدٍ
دون روتينٍ
أو تخطيط..
صباحٌ آخرَ
ستغادرهُ العصافيرُ
لم نلتقِ فيه..
لتعشُبَ قلوبنا بالمطَرْ!!!
أُقْفِلُ عائدةً إلى البداية..
حيث تكرّ الحرية أمامي كخيط صوفٍ
انفلتَ من "كنزةٍ" قديمة
و عاد للعَبَثْ..
No comments:
Post a Comment