Thursday, January 17, 2008

شَدْوٌ في حَلَبَةِ العَتْمَة

خلفي أنا! و هُناكَ عند الوراءِ لا أحدْ

و تركتُ عباءةَ الحزنِ سوداءَ

و سرتُ للونِ الكَفَنِ؛ أتلقَّطُ السعادة...

.

هُمُ الآخرونَ؛ قد كانوا

و انطَوَتْ بعد قيْحٍ مسافةُ الغِيابِ

فيما بيننا

و أتَتْ خيالاتُ الناسِ الأُخَرْ

تعرِضُ شوقَها بحَرِّ الكلامِ المُساقِ

عند الرِّفاقِ / الذينَ مَضُوا..

و شَغَلوا الضوءَ بمَحْوِ ظِلالِهمْ

.

.

(ها) كلُّ الذين عرفْتُ

يا أنتُمْ!

و الكلماتُ خِطاباتُ عُرسٍ / هاربةِ الحروفِ

لموكِبِ تشييعٍ قد يضُمُّ

أو قد ضَمَّ – قبلاً – تابوتاً فيهِ أنا!

يا أيها القادمونَ من ورائي: "سلامٌ إليكمْ".

يُزجي رَوْحَ ليلةٍ، في ضُحى أمْسٍ

تناسلَ في رَوْعِ الحكايةِ القديمةِ

و أخذَ يرقُصُ في العتمةِ وحدَهْ

يرقُصُ حافياً.. حتى أُدْمَتْ قدماهْ

.

هل من "أنتم" شكلٌ من أحبّة؟

هل سرَيْتُم من قلبٍ إلى قلبٍ ليلاً

و تركتمُ الدفءَ حزيناً عند سريرِ الحبيبةِ

مُبلَّلاً بماءِ اللقاءِ الذي ما... تَـمْ؟!

و الدفءُ تحت خاصرتي

يبرُدُ

يبرُدُ

حتى لَيَصيرَ صقيعاً

من كثرةِ الرحيلِ فوقَ الجنونِ

إلى الجنونِ

من الجنونِ

يُشعِلْهُ جمرٌ آنَ أن يحترِقْ

.

.

خلفي أنا

و عند التحامِ الظلالِ بشبيهاتها أضيعُ!

إذ لا أُشبِهُ في العَتمةِ من أَحدْ

و لا الضوءُ يلوِّنُ شحوبَ القصائدِ لخارطتي

التي تعرَّجَتْ حدودها

حتى استعصَتْ عن الرسمِ

و عن اللونِ

كأنَّ رسَّامَها قد ماتْ

و تركَ الرياحَ في قبضةِ غيرِهِ

علَّهُ يستريحُ من عِبئها العليل..

فاعتلَّ بها دهراً، و غيرَهُ استراحْ

.

.

"كلُّكمْ سواءْ"

في الخلفِ، في الوراءِ

معاصِمٌ تسيلُ من أزنادها شهوة الحياةْ

و بغريزةِ آدميينَ

تنفُرُ في الوجوهِ، تعشَقُ الأشباهَ و الظلالَ

و الحكايا العابقةِ بالورودْ

و تتركُ – خلفها – الذكرى (هناكَ) في التفاتةِ الحياةِ

موتاً، قد ضجَّ في أركانها

ثمَّ انقضى..

.

ماذا يكونُ الذي سيأتي من موتٍ

نُساقُ فيهِ للتذكارْ؟!

و تحت تينكِ القبور، نصيرُ تراباً و أكفانْ

ألَمْ نَسِرْ كما الآخرينَ مُذْ حَيينا للوراء..؟

.

.

.

خلفي أنا؛

و هناكَ بِضعٌ من ظِلالٍ عند المغيبِ

تستوي..

كأنما ليلٌ... لا أحَدْ.

No comments: